الرواشدة يكتب ... اصمت وإلّا..
إن سياسات أبرز دول العالم العربي برزت بالاستبداد، وانتشار مبدأ الوساطة في توزيع المراكز السيادية.
وقد أصبح لهذا الأمر دور رئيس في تشكيل واقع الشعوب الممنوعة من التفوّه بحرية.
وفي زمن لَمَعان اسم جمعيات حقوق الإنسان،
بات العالم مختبئًا في وكر الخوف من الكلمة...
وقد كان هدف الدول الكبرى عبر الزمن محو السياسات الديكتاتورية المستبدة،
بالطبع ليس لصالح العالم، بل لأهداف استعمارية ولفرض الهيبة والهيمنة على العالم.
فالشعوب عانت ولم تزل، كبّلت أياديهم حتى لا يكتبوا، ألصقت أفواههم حتى لا ينطقوا، وقيّدوا في سجنهم الأم حتى أضحوا غرباء في وطنهم...
ولكن من يدفع الثمن؟
ومن يحيي شهداء الحرية مجددًّا؟
وكيف ستتخلص الشعوب من السيطرة عليهم؟
وإذا نظرنا إلى حال الشعب العربي سنجد أن منهم من يخضع ، ومنهم من يعارض سياسته، والبعض الآخر هَرِمَ فهاجر إلى دول تناسبه.
فعلى الرغم من القضاء على الفكر الديكتاتوري في العالم، لكنه بقي متغلغلًا في خبايا الأوطان...
فأصبحت الدول تتّبع الديكتاتورية، ولكن بغطاء ديمقراطي. عندها أصبح الانتقاد عيب والرأي ممنوع
ولنضرب مثلًا عن حرية الإعلام، سنجد أنه ممنوع من التكلم والنقاش بحرية وانتقاد اصحاب المناصب . فإذا قالوا اللبن أسود، فلا اعتراض عن هذه العبارة، فإذا رفضوا عرض ذلك سيحرمون من حقوقهم المدنية.
أما مقاومة هذا المبدأ وهذه السياسات كان أمرًا صعبًا، فمنهم من انتصر بالاسم، لكنه لم يزل يتلقى شظايا نتيجة كلمة قالها، ومنهم من توهم أنه تخلص من هذه السياسات، لكنه مخطى
وقد تم إلقاء القبض على أناس عبروا عن رأيهم بسياستهم وانتقدوهم.
فنحن لم نزل نتكلم كثيرًا، لكن وللأسف بخوف.
وأظن أنه لا يسمّى الوطن أمّ إلا إذا كان بكرامة شعبه.
فالوطن يرفرف اسمه بإنجازات الشعب وحضارته وثقافته، وليس بإنجازات دولته التي لطالما حرمته من إبراز فكره.
بعيدًا عن فكرة القمع السياسي للشعب نستطيع أن نلاحظ تعسفًا في عائلات مختلفة.
بالطبع الآباء يجب أن يكونوا مسيطرين على أبنائهم، لكن من الضروري تعزيز فكرة النقاش وإبراز الآراء المختلفة فالاختلاف بداية الحوار ...
وبحسب علم النفس فإن تشدد الآباء أو تراخيهم في تربية أبنائهم سيولد مشاكل نفسية لهم في المستقبل.
فمثلًا عندما يقول الولد لأبيه لم يعجبني هذا الفيلم الكرتوني يجب على هذا الأخير أن يرضي ابنه ويسأله عن أسباب عدم رغبته بمشاهدة هذا الفيلم للانتقال إلى مشاهدة فيلم آخر، فهو بذلك لم يمنعه عن حريته في التعبير، بل ناقشه برحابة صدر.
لذلك تجلب معها الحرية في عصرنا الحالي، وخاصة حرية الرأي والفكر والتعبير فرضيات كثيرة مثل..
هل تُستغل الحرية من قبل الدول المهيمنة لاستعطاف الشعوب الأخرى؟
أوليس غريبًا أن أغلبية الدول المتحضرة مدّعية الحرية تمنع أي مواطن مبتَكِر أو مفكّر من دول نامية أن يخرج بأفكاره إلى العالم؟
وأخيرًا يقول جيمس بالدوين: الحرية لا تُمنح وإنما يتم انتزاعها...
أي أن الحرية لا تُجلب لنا، بل علينا أن نسعى للوصول إليها .
فعلينا محاربة كل الفاسدين، وخاصة في دولنا العربية التي تستبعد كلمة الحرية التعبير من مناهجها التربوية، وتقوم على تنشئة الأطفال على الطاعة .
لذلك نجد من يخشى الانتقاد حتى يبقى على قيد الحياة...
وهناك من مات على أبواب المستشفيات، ومن انتظر ساعات من أجل ربطة خبز،
وكلها انتهاك للحرية والمبادئ الإنسانية....
سند مجلي الرواشدة
١٠/١/٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق