الرواشدة يكتب ألم يعد أحد يدافع عن الوطن ...؟
ما يحزن أن هذا الوطن الأب الحاني المهاب المهيب الذي أعطى الهيبة لكل هؤلاء وأولئك من شماله حتى جنوبه ، ومن شرقه حتى غربه ، بات أشبه بالشيخ الطاعن في العمر الذي لم يعد يسمع له ولا يسمع منه ، ولا ينظر له بعين العطف ...
هذا الوطن وهذه الدولة باتا ( مطعماً ) يدخله الجائعون مهرولون ، حتى إذا ما شبعوا خرجوا منه دون التفاته ...
في هذا الوطن وفي هذا الوقت بات من يدافع عن الوطن والدولة وكأنه خارج عن الملة مذموما...!
فكل من شبع من أكتاف الدولة يحاول الخروج من الباب الخلفي ، حتى لا يراه أحد ، وهذا مخطط قديم لضرب الثقه بالوطن والدولة وبات ينجح يوما فيوم ...
هذه الأرض الأم التي ضمت بين جنباتها كل الخائفين وكل المحتاجين لا تجد كثيراً ممن يمدحها ...
حتى أصبح الأردن مذموماً من أبنائه ، والدولة مستهدفه من أبنائها ، والوطن ساحه للأشقياء يستبيحون دماء بعض على أتفه الأسباب ...
ثم يقولون لك أين هيبة الدولة ...؟
ألا نزال نسأل رغم كل الشروحات التي تقدمت ، وكل الأحداث اليومية التي تتفجر فيها الصراعات بين أبناء العمومة وأبناء البلدة الواحدة والمدينة الواحدة ، وكل الدسائس والنمائم المستترة التي يمارسها الموظفون ضد زملائهم في المؤسسات .
هذا الوطن لن يعود له الألق إلا إذا وقف المسؤول ودافع عن موقفه ، وخرج أرباب الوظائف الكبرى ودافعوا عن الدولة ، وتحملت القيادات المسؤولية الكاملة عن أي فعل أو سياسة تكون فيها مصلحة الوطن ، وقام الموظف العام بواجبه وآمن أن وظيفته هي خدمة الناس لا التسلط والتعالي عليهم أو تحويل المكاتب الى غرف تسليه ...!
فالأيمان بالوطن والدولة يعطي الإنسان روحاً وثابة للمزيد من أحترام الدولة ورموزها والأنتماء للوطن وثوابته ...
اليوم لم يعد أحد يدافع عن الوطن بحق ، إلا من رحم الله من الفئة الطيبة المزروعة في أرض لا يتغير لونها ، أما أولئك الذين فضلت عليهم الدولة ، أو جعل منهم الوطن رجالات ، فلا أحد يسمع صوتهم الا كلمات من هنا وهناك ...
ولم أسمع إماما فاضلا ممن جزاهم الله الخير يؤمون الناس ، لم أسمع واحد منهم يدعو الله أن يجعل البلد أمنا مطمئنا ويرزق أهله من الثمرات ، لقد أنشغل الجميع بالدعاء لله للمجاهدبن في سوريا وفلسطين والعراق وبورما وكل مكان ...!
ويدعون الله أيضاً ان ينتقم من الأعداء وإسرائيل ، وهم يعلمون أن الله لا يستجيب لدعائنا لأننا نكذب على أنفسنا وعلى من حولنا ونتآمر على وطننا ، ثم نسوق أنفسنا على أننا مصلحون ، أفلا يخرج من بين أصلابكم من يقف ليدعو الله مخلصا أن يحمي هذا الوطن وأهله ...؟
لقد أصبح البعض يظن أن مهاجمته الدولة والوطن مثلا تعطيه شهاده الوطنية وتسجله في مصاف الرجال المخلصين ، ولكن المشكلة أن الناس كلها تعرف هؤلاء الفئة وتعرف وضاعة نفسياتهم وضيق مصالحهم الشخصية ومع هذا فهي تجاملهم في كل ما يقولونه ...!
فلم يعد هناك من يدافع عن الوطن لوجه الله ...؟
ألا يدافعون إلا بالمقابل ...؟
فهل تحولنا الى مرتزقة وطنية في وطننا ...؟
سند مجلي الرواشدة
١١/١٢/٢٠٢٠
تعليقات
إرسال تعليق